ظهرت العديد من التعريفات لمفهوم الوسائل
التعليمية ويرجع السبب في ذلك إلى الإختلاف في تحديد أهمية الوسائل التعليمية
ووظائفها وكذلك اختلاف في أهمية الحواس المختلفة لدى الإنسان في عملية التعليم,
ومن أهم تلك التعريفات ما يلي:
تعريف محمد الحيلة (2001):
كل ما يستخدمه المعلم من أجهزة ومواد وأدوات وغيرها داخل غرفة الصف أو خارجها لنقل
خبرات تعليمية محددة إلى المتعلم بسهولة ويسر ووضوح مع الاقتصاد في الوقت والجهد
المبذول.
أما أحمد سالم فعرف الوسائل
التعليمية على أنها:منظومة فرعية من منظومة تكنولوجيا
التعليم تتضمن المواد والأدوات والأجهزة التعليمية التي يستخدمها المعلم أو
المتعلم أو كلاهما في المواقف التعليمية بطريقة منظومية لتسهيل عملية التعليم
والتعلم.
وهناك تعريف أشمل وأعم
للوسائل التعليمية عرفها حسن زيتون (2001) على أنها:
مجموعة المواقف والمواد والأجهزة
التعليمية والأشخاص الذين يتم توظيفهم ضمن اجراءات استراتيجية التدريس بغية تسهيل
عملية التعليم والتعلم, مما يسهم في تحقيق الأهداف التدريسية المرجوة في نهاية
المطاف.
ويعتبر هذا التعريف شامل وعام لأنه يرى أن
الوسيلة التعليمية يمكن أن تتعدى كونها جهاز أو أداة توضيحية إلى أشمل من ذلك وأعم
مثل المواقف أو التجارب أو الخبرات أو الأشخاص ممن هم أصحاب خبرة معينة ...
استخدام الرسول للوسائل التعليمية
ورد في أحاديث كثيرة
أن الرسول استخدم أصابعه عند تعليمه أصحابه رضي الله عنهم في إشارات تعليمية
هادفة، فتارة يستخدم إصبعًا واحدًا، وتارة أخرى يستخدم إصبعين، وثالثة يستخدم ثلاث
أصابع، وحينًا يشير بأربع، وحينًا آخر يستخدم أصابعه الخمس.واستخدم الحصى والعصي
واستخدم الاشياء الحقيقية وفي كل مرة تحقق إشارته هدفًا تعليميًا من زيادة وضوح
معنى، إلى إثارة انتباه، إلى ترسيخ فكرة.
ومن تلك الأحاديث ما
يلي:
1-قال رسولنا صل
الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني أصلى.
الوسيلة التي أستخدمها الرسول صل الله عليه
وسلم هي وسيله بصريه عمليه.
2-عن
عائشه رضي الله عنها وارضاها قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم أنا و كافل
اليتيم كهاتين بالجنه وجمع بين السبابه والوسطى والساعي على اليتيم والارمله
والمسكين كالمجاهد في سبيل الله لايفتر.
ففي
هذا الحديث السابق نجد أن الرسول يستخدم وسيلة الإشارة الحسية التي يرتبط فيها
المفهوم المجرد بشيء ملموس وهي الأصابع
3-عن عبدالله بن مسعود
رضي الله عنه قال: خط النبي صل الله عليه وسلم خطا مربعا , وخط خطا في الوسط خارجا
منه , وخط خططا صغار الى هذا الذي بالوسط من جانبه الذي في الوسط وقال: هذا
الأنسان وهذا أجله محيط به أوقد أحاط به , وهذا الذي هو خارأمله , وهذه الخطط
الصغار الأعراض فان أخطاه هذا نهشه هذا وان اخطأه هذا نهشه هذا . الوسيلة التي
أستخدمها رسول الله صل الله عليه وسلم هي الرسم على الأرض
4-أخرج مسلم عن
أبي الزبير، أنه سمع جابرًا رضي الله عنه يقول: رأيت النبي يرمي على راحلته يوم
النحر، ويقول: ( لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه ).
الرسول
صل الله عليه وسلم أستخدم التوضيح العملي لمناسك الحج.
أسس ومعايير اختيار الوسيلة التعليمية:
هناك الكثير من
الوسائل التعليمية التي تختلف في خصائصها وطريقة استخدامها وعرضها , ولكن مالذي
يحدد نوع الوسيلة المناسبة للدرس؟ وما هو العامل الأساسي لاختيار الوسيلة
التعليمية؟
هناك ثمانية معايير أساسية لاختيار
الوسائل التعليمية.
1-
مناسبة
الوسيلة للأهداف التعليمية:
يجب أن تتناسب الوسيلة التعليمية مع الأهداف
التعليمية للدرس وتسعى في تحقيق هذه الأهداف, وأن تتسم بالوضوح وتخلو من التشويش .
مثال:
اذا كان ضمن أهداف الدرس: أن يكتب الطالب الحروف الانجليزية
بطريقة صحيحة
الوسيلة التعليمية
المناسبة لا بد أن تحتوى على أداة للكتابة مثل : القلم أو الطباشير ولا يمكن استخدام الصورة التوضيحية
أو الرسومات التعليمية بمفردها في هذا الدرس لأن الهدف الأساسي وهو الكتابة لا
يمكن للطالب أن يحققه باستخدام وسائل بصرية مثل الصور والرسومات.
2- ملائمة الوسيلة لخصائص المتعلمين:
يجب أن تتلاءم الوسيلة التعليمية مع الخصائص الجسمية والمعرفية والانفعالية
للمتعلمين وأن ترتبط بخبراتهم السابقة وأن تتناسب مع قدراتهم العقلية والجسمية.
3- صدق المعلومات:
ينبغي أن تكون المعلومات التي تقدمها الوسيلة صادقة ومطابقة
للواقع, وأن تعطي صورة متكاملة عن الموضوع, وأن تكون المعلومات التي تحملها الوسيلة
صحيحة وحديثة ودقيقة.
4- مناسبتها للمحتوى العلمي:
يجب أن ترتبط الوسيلة ارتباطاً وثيقا بالمحتوى التعليمي وأن
تسهل طريقة وصول هذا المحتوى إلى المتعلم بأقل جهد ووقت وتسعى إلى إثرائه وتقدميه بأسلوب
مشوق وجذاب يسهم في إيصاله بطريقة سهله
5- اقتصادية:
يجب أن تكون الوسيلة التعليمية غير مكلفة مادياً بحيث يتحقق
التوازن بين مدى نفع الوسيلة (العائد التربوي منها) وبين قيمتها المادية.
6- أمكانية استخدامها مرات متعددة:
يجب أن تستخدم الوسيلة في المواقف التعليمية المتشابهة
والمتعددة وأن تحافظ على شكلها وجودتها وفاعليتها في إيصال المعلومة
7- توفر عنصر الأمان:
يجب أن تخلو الوسيلة التعليمية قدر الإمكان من الظروف التي
قد تشكل خطراً على المعلم أو المتعلم , وذلك باختيار البدائل في الوسيلة التي تحقق
الأهداف التعليمية بمستوى أعلى من الأمان.
8- يتوفر فيها عنصر الجمال والمنطقية:
يجب أن تتسم الوسيلة التعليمية بالجاذبية والتشويق في عرض
المعلومة وذلك لشد انتباه الطلاب وتوفير جو تعليمي ممتع ومسلي, ولكن لا بد أن
يتوازن الجانب الجمالي للوسيلة مع الجانب الأهم وهو الجانب التعليمي.
أهمية استخدام الوسائل التعليمية
للوسائل التعليمية العديد من الأدوار والفوائد والمزايا
لعمليتي التعليم والتعلم والتي تتضح في النقاط التالية :
1_
تساعد الوسائل التعليمية في التغلب على مشكلة زيادة أعداد المتعلمين .
2_
تساعد الوسائل التعليمية في التغلب على مشكلة الفروق الفردية بين المتعلمين .
3_
تساعد الوسائل التعليمية على تحقيق التعلم بجوانبه المختلفة المعرفية و المهارية .
4_
تساعد الوسائل التعليمية في التغلب على صعوبات تعلم موضوعات معينة .
5_
تساعد الوسائل التعليمية في زيادة دافعية التلاميذ إلى التعلم والمشاركة والانتباه
.
6_
تساعد الوسائل التعليمية التلميذ على تعديل بعض المفاهيم والسلوكيات الخاطئة .
7_
تساعد الوسائل التعليمية على التعلم الذاتي .
8_
تساعد الوسائل التعليمية على زيادة الثروة اللغوية للتلميذ .
9_
تساعد الوسائل التعليمية في بقاء أثر التعلم .
10_
تساعد الوسائل التعليمية في التدريب على أساليب التفكير العلمي السليم .
11_
تساعد الوسائل التعليمية في التغلب على بعض مشكلات أعضاء هيئة التدريس.
12_
تساعد الوسائل التعليمية في توفير وقت وجهد المعلم .
معوقات استخدام الوسائل التعليمية:
1-
ينظر بعض التلاميذ
للوسائل التعليمية على أنها أدوات للتسلية واللهو وليست للدراسة الفعالة الجادة
مما يجعلهم يعرضون عن الانتباه للدرس والتقنيات المستخدمة مما يؤدي إلى عدم
استخدامها بصورة فعالة.
2-
أن الكثير من المدارس
غير متوفر بها عدد كاف من الوسائل التعليمية كالعروض الضوئية أو الصوتية أو
الدوائر التليفزيونية .
3-
صعوبة تداول الوسائل التعليمية
بين المدارس والتخوف من استخدامها خشية تلفها أو كسرها أو فقدها وما يترتب على ذلك
من الخصم من رواتب المعلمين.
4-
جانب آخر عدم خبرة
المعلم الكافية بتشغيل بعض الأجهزة وإعداد بعض المواد التعليمية.
5-
عدم توافر الفنيين أو
أخصائي تكنولوجيا التعليم اللازمين للقيام بعمليات الصيانة أو تجهيز الأجهزة أو
مساعدة المعلم في تصميم وإنتاج المواد التعليمية المختلفة.
6-
ارتفاع تكاليف وأثمان
بعض الوسائل التعليمية وصيانتها وسرعة التلف مما يزيد من الأعباء المالية للمدارس
.
7-
تركيز الامتحانات على
اللفظية وتكرار ما حفظه التلاميذ من الكتب الدراسية وعدم تناول الجوانب الأخرى
لأهداف العملية التعليمية كالمهارات العملية وغيرها مما يدفع الكثير من المعلمين
إلى الشرح اللفظي وعدم استخدام الوسائل التعليمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق