المــــقــــدمـــــــــــة :
إذا نظـرنا إلى تكنولوجـيا التعليم في إطـار النظـام التعليمي العام، نجد أنها نظـام فرعـي
أو منظـومـة فرعـية ذات أهداف تعليمية تتفق مع أهداف النظـام التعليمي العام،
وتحقق أهداف هذه المنظـومـة مجموعة متآلفة ومتفاعلة من العناصر المادية
والبشـرية
المكونة للنظـام، وتتفاعل منظومة تكنولوجـيا التعليم الفرعية مع عناصر النظام العام وكذلك مع النظم الفرعية الأخرى فـيه (المنظـومات الفرعية) لتحقيق الأهداف المنشـودة.
ويمكن النظـر إلى تكنولوجـيا التعليم بوصـفها نظـاماً أو منظـومة تضـم
عناصر متعددة ومتكاملـة لتحقيق أهداف النظـام أو المنظـومـة تتمثل في : العناصر
البشـرية ،والعناصر المادية، والأهداف ، والمحتوى ، والآلات والمواد التعليمية ،
والاستراتيجـيات التعليمية، والتقويم.وفي هذا الفصـل نحاول أن نتناول مكونات
منظـومـة تكنولوجـيا التعليم، والأصـول والأسس النظرية لها، مع وضـع حدود فاصـلة
لبعض المفاهيم المتداخـلة في منظـومـة أو مجـال تكنولوجـيا التعليم.
أولاً:
مفهوم تقنيات التعليم
من القضايا المهمة التي ترتبط بالتربية في
عالمنا العربي قضية "تحديد المصطلحات" فكثير من العاملين بميدان التعليم
يعانون معاناةً شديدة ويتخبطون تخبطاً واضحاً نتيجة عدم التحديد الدقيق لمعاني
المصطلحات التربوية.
وتزخر الأدبيات التربوية بالعديد من
تعريفات مفهوم تكنولوجيا التعليم وسنعرض منها التعريفات الدالة على أن تكنولوجيا
التعليم منظومة تشمل الجوانب النظرية والتطبيقية لهذا العلم.
فماذا
نعني بالتكنولوجيا Technology؟
تُعد كلمة التكنولوجـيا من الكلمات التي
عُربت من اليونـانية وتتكون من كلـمة مركـبة من مقطـعين المقطـع الأول Techno بمعنى (حرفـة أو صـنعة أو فن) ،والمقطـع الثاني Logy وتعني (علم) ،والكلمة بمقطـعيها Technology تشـير إلى علم الحرفة أو علم الصـنعة، وبذلك فإن كلمة تقنيات تعني
علم المهارات أو الفنون،أي دراسة المهارات بشكل منطقي لتأدية وظيفة محددة. ويرى
البعض إن المقطـع الأول من كـلمة Technology
مشـتق من كـلمة Technique الإنجـليزية الأصـل بمعنى التقـنية أو الأداء التطـبيقي، ومن هنا
فإن التكنولوجـيا هي علم التقـنية أو علم الأداء التطـبيقي،أي العلم الذي يهتم
بتطـبيق النظـريات ونتائج البحوث التي توصـلت إليها العلوم الأخرى – في أي مجال من
مجالات الحيـاة الإنسـانية – لخدمـة وتطـوير وزيادة فاعلية الحياة العملية،
وبالتالي فإن هناك مجالات عديدة للتكنولوجـيا في مناحي الحيـاة المختلفة:
التكنولوجـيا الطـبية، التكنولوجـيا الزراعية،تكنولوجـيا التصـنيع،تكنولوجـيا
المعلومات،تكنولوجـيا الفضـاء،تكنولوجـيا التربية، تكنولوجـيا التعليم ... الخ.
ومفهوم التكنولوجيا:هي عملية مترابطة متشابكة
متداخلة متكاملة تضم
الأجهزة والبرامج والأدوات وأصول التدريس وطرائق التدريس.
ويعرف
(دونالد بيل Donald Bell)
التكنولوجيا
هي التنظيم الفعال لخبرة الإنسان من خلال وسائل منطقية ذات كفاءة عالية وتوجيه
القوى الكامنة في البيئة المحيطة بنا للاستفادة منها في الربح المادي.
وماذا
نعني بتكنولوجيا التعليم؟
فبالنسبة لتكنولوجيا التعليم: فقد قُدمت عدة تعريفات لتكنولوجيا
التعليم ولا يوجد تعريف واحد متعارف عليه, لذا تصنف معظم التعريفات إلى نوعين :
الأول
- يعد تقنية التعليم معادلة لمجموعة معينة من الوسائط التعليمية والتي يشار لها
بالأجهزة السمعية البصرية.
الثاني - يصف تقنية التعليم
بعملية مدخل
النظم .
هناك مفهوم
ثالث يتعلق
بتقنية التعليم
هو التعليم
الفردي ,وقد أوضحت لجنة
التعاريف والمصطلحات بجمعية الاتصالات والتقنية التعليمية ما يلي
:" أن أسلوب تقنية التعليم اتجه نحو مد نطاق المواد المستخدمة في التعليم وزيادة الاهتمام بالمتعلم الفرد وباحتياجاته وإتباع أسلوب نظامي يحث على تطوير موارد التعلم ".
وعرفت
اللجنة الرئاسية لتكنولوجيا التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية تكنولوجيا
التعليم بأنها:"طريقة
نظامية لتصميم وتنفيذ وتقويم العملية التعليمية في ضوء أهداف محددة, وعلى أساس
نتائج البحوث في الاتصال والتعلم الإنساني, وذلك بتوظيف مجموعة متآلفة من المصادر
البشرية وغير البشرية للوصول إلى تعليم أكثر فاعلي".
وعُرفت
تكنولوجيا التعليم بأنها:عملية متكاملة تقوم على تطبيق هيكل من العلوم والمعرفة
عن التعلم الإنساني واستخدام مصادر تعلم بشرية وغير بشرية تؤكد نشاط المتعلم
وفرديته بمنهجية أسلوب المنظومات لتحقيق الأهداف التعليمية والتوصل لتعلم أكثر
فعالية.
وعُرفت أيضاً
بأنها:"عملية منهجية منظمة
تقوم على
استخدام المواد
والوسائل والأجهزة التعليمية بشكل متكامل
مع أساليب
التدريس والبرامج والأنشطة التعليمية وأدوات
تقويمها من
أجل تحقيق
الأهداف المحددة
بفاعليه عالية
"..
تعريف لجنة تكنولوجيا التعليم الأمريكية:
تتعدى
تكنولوجيا التعليم نطاق أية وسيلة أو أداة.
ومن
هنا يمكن تعريف
تكنولوجيا التعليم بأنها:
"منحنى
نظامي لتصميم العملية التعليمية، وتنفيذها وتقويمها ككل، تبعًا لأهداف محددة نابعة
من نتاج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري، مستخدمة الموارد البشرية وغير
البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدًا من الفعالية (أو الوصول إلى تعلم أفضل، وأكثر
فعالية)".
ويرى
هوبان
(Hoban) أن تكنولوجيا التعليم عبارة عن:"منظومة متكاملة تضم الإنسان
والآلة والأفكار والآراء وأساليب العمل بحيث تعمل جميعاً داخل إطار واحد لتحقيق
هدف أو مجموعة أهداف محددة".
ويعرفها
المجلس البريطاني لتكنولوجيا التربية بأنها: "تطوير وتطبيق النظم
والأساليب والوسائل لتحسين عملية التعلم الإنساني".
ويعرفها جالبيرث (Galbraith)
بأنها: "طريقة في
التفكير أو
منهج في
العمل وأسلوب
في حل
المشكلات يعتمد
على مدخل
النظم لتحقيق
الأهداف المحددة
له ويستند
إلى نتائج
البحوث في
كل الميادين الإنسانية والتطبيقية حتى
يحقق الأهداف
بأعلى درجة
من الكفاءة
والاقتصاد في
الكلفة.
ويرى
على عبد المنعم
(1998) أن تكنولوجيا التعليم عبارة عن: "طريقة منهجية تقوم على تطبيق المعرفة
القائمة على أسس علمية في مجالات المعرفة المختلفة لتخطيط وتصميم وإنتاج وتنفيذ
وتقويم وضبط كامل للعملية التعليمية في ضوء أهداف محددة".
ثانياً
:علاقة تكنولوجيا التعليم ببعض المصطلحات الأخرى:
لا زال هناك خلط بين أحد جوانب
تكنولوجـيا التعليم المتمثل في استخدام الآلات والأجهزة التعليمية وبين تكنولوجـيا
التعليم ذاتها، فما زلنا نرى استخدام مصطـلح الوسـائل التعليمية والوسـائل
السمـعية والبصـرية عند الإشـارة إلى تكنولوجـيا التعليم والعكـس أيضـاً، وهنا نجد
أن تكنولوجـيا التعليم تنحصـر في حدود ضـيقة لا تتعدى كونها وسـائل تعليمية.
كما أن
هناك بعض
الخلط بين
هذا المفهوم
وبين مفاهيم
أخرى ذات
الصلة, ولذلك يجدر بنا
إلقاء مزيد
من الضوء
على أهم
الفروق والعلاقات بينها, ومن أهم
المفاهيم المتداخلة مع مفهوم تكنولوجيا التعليم:- تكنولوجيا التربية /الوسائل التعليمة /التكنولوجيا في التربية
/تكنولوجيا المعلومات.
1-تكنولوجيا التربية: (Educational Technology)
يكثر
الخلط بين مفهوم تكنولوجيا التربية (ET)
ومفهوم تكنولوجيا التعليم (IT)
ويمكن توضيح الفرق بينهما في ضوء الفرق بين التربية (Education) والتعليم (Instruction):
إن مصطلح
التربية أعم
وأشمل من
مصطلح التعليم؛ فكل عملية تربية
تؤدي إلى
تعليم وتعلم,
لكن ليست
كل عملية
تعليم تؤدي
بالضرورة إلى
عملية تربية,
فعملية التعليم
تدخل في
إطار عملية
التربية.وبالقياس يتضح أن تكنولوجيا التربية أعم وأشمل
من تكنولوجيا التعليم, فبينما تهتم
تكنولوجيا التربية
بميدان العمل
التربوي فإن
تكنولوجيا التعليم
تهتم بالعملية التعليمية, ووفقاً لذلك
يمكن تعريف
تكنولوجيا التربية
بأنها طريقة
منهجية لتحديد
وتحليل المشكلات المتعلقة بجميع نواحي
التعلم الإنساني وتصميم وتنفيذ وتقويم
الحلول لهذه
المشكلات وإدارتها للوصول إلى أهداف
تربوية محددة.
أما تكنولوجيا
التعليم فهي طريقة منهجية لتصميم عملية التعليم والتعلم (العملية التعليمية)
وتنفيذها وتقويمها لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
ومما سبق
يظهر التداخل
بين مفهومي
تكنولوجيا التربية
وتكنولوجيا التعليم
إلا أن
تكنولوجيا التعليم
مفهوم يندرج
تحت (Sub-System)
أو في
إطار مفهوم
تكنولوجيا التربية,
ويعتمد هذا
الوضع في
أساسه على
أن مفهوم
التعليم (Instruction)
يندرج بدوره
أيضاً تحت
مفهوم التربية
(Education), والشكل التالي يبين
مدى التداخل بينهما.
2-التكنولوجيا في التربية/ التكنولوجيا في التعليم
Technology in Education / Technology in
Instruction
يختلط أحياناً مفهوم التكنولوجيا في
التربية وتكنولوجيا التربية وكذلك مفهوم التكنولوجيا في التعليم وتكنولوجيا
التعليم.
ويشير مفهوم التكنولوجيا في التربية إلى
التطبيقات التكنولوجية في نواحي الحياة الإنسانية (كاستخدام التلفزيون في المنازل
والحاسوب في الشركات والآلة في المصانع).
وكذلك يشير مفهوم التكنولوجيا في التعليم
إلى التطبيقات التكنولوجية في عملية التعليم والتعلم كاستخدام الكمبيوتر في تعليم
أو تدريس منهج الرياضيات أو منهج اللغة الإنجليزية, وبالتالي يتضح أن التكنولوجيا
في التربية/ التعليم تعبر عن استخدام الأجهزة والمستحدثات التكنولوجية في ميدان
التربية أو التعليم وهي تطبق هنا كنواتج في الشئون الإدارية أو شئون الطلاب، ومن
ذلك يتضح أن هناك فرقاً واضحاً بين تكنولوجيا التربية والتكنولوجيا في التربية ،
وبين تكنولوجيا التعليم والتكنولوجيا في التعليم.
3-الوسائل
التعليمية: Instructional
Aids /Media
من أكثر المفاهيم تداخلا مع مفهوم
تكنولوجيا التعليم, مفهوم الوسائل التعليمية, ففي أحياناً كثيرة نستخدم مفهوم
تكنولوجيا التعليم كمفهوم جديد للوسائل التعليمية ولا نضع حدوداً فاصلة بينهما, بل
نستخدمهما كمترادفين, ومن هذا المنطلق نشير إلى بعض الملاحظات الهامة:
فالوسيلة التعليمية هي كل ما يستخدمه
المعلم أو المتعلم أو كلاهما لتحقيق غاية كتحسين التدريس, وبالتالي فإن الوسائل
ليست غايات في حد ذاتها, بل هي أدوات لتحقيق تلك الغايات, والوسائل التعليمية هي
المواد والأجهزة والمواقف التي تحمل الرسالة التعليمية وتنقلها إلى المتعلمين
لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
ولقد تعددت المسميات التي أطلقت على مفهوم
الوسائل التعليمية ومنها: الوسائل البصرية, الوسائل السمعية, الوسائل السمعية
البصرية, الوسائل المعينة, معينات التدريس, وسائل الإيضاح, وسائل الاتصال,
المعينات الإدراكية.
ولقد لقي مسمى الوسائل التعليمية قبولا
لدى رجال التربية عن بقية المسميات الأخرى؛ فهو أكثر شمولاً لمفهوم الوسائل من
بقية المسميات التي تعد قاصرة عن التعبير عن الدور الذي يمكن أن تقوم به الوسيلة
التعليمية. والوسيلة التعليمية لا تقتصر على الأجهزة والأدوات التعليمية فقط كجهاز
عرض الشرائح الشفافة, أو جهاز الكمبيوتر بل تشمل أيضاً المواد التعليمية التي تحمل
المحتوى العلمي لعرضه على الأجهزة كالشرائح الشفافة أو البرمجيات التعليمية.
ومع التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي نشهده في
العقود الأخيرة في مجال الاتصالات وظهور الأجهزة الإلكترونية وأثرها على الوسائل
التعليمية وظهور الكمبيوتر التعليمي, حدث تداخل بين مفهوم الوسائل التعليمية
ومفهوم تكنولوجيا التعليم, واستخدم الكثيرون مفهوم تكنولوجيا التعليم مسمى جديداً
لمفهوم الوسائل التعليمية وذلك نتيجة لعدم الفهم الواضح لمفهوم وخصائص ومكونات
مجال تكنولوجيا التعليم, وبسبب النظرة القاصرة إلى تكنولوجيا التعليم على أنها
الأجهزة الإلكترونية أو المستحدثات التكنولوجية التي تستخدم في ميدان التعليم.
تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية: الحدود والتداخلات:
1.تكنولوجيا
التعليم ليست اسما جديدا لمفهوم الوسائل التعليمية, فالمصطلحان غير مترادفين, ولا
يمكن أن يحل أحدهما محل الآخر.
2.جذور
كل من المفهومين مختلفة, فجذور مفهوم الوسائل التعليمية ترجع إلى القرن الخامس
عشر, في حين أن جذور مفهوم تكنولوجيا التعليم ترجع إلى بدايات القرن العشرين.
3.تكنولوجيا
التعليم عملية فكرية عقلية تهتم بالتطبيق المنهجي لنظريات التعلم والتعليم
والاتصال ونتائج البحوث المرتبطة لتطوير العملية التعليمية, في حين أن الوسائل
باعتبارها أجهزة ومواد وأدوات فهي من الأشياء المادية, وتأتي فاعليتها في إطار
علاقتها بباقي مكونات مجال تكنولوجيا التعليم.
4.تكنولوجيا التعليم
ميدان أكثر
اتساعاً وشمولاً
من ميدان
الوسائل التعليمية,
ويتسع مجال
تكنولوجيا التعليم
ليشمل مجال
الوسائل التعليمية.
فالوسائل التعليمية
(المجال الأصغر)
منظومة فرعية
Sub-System تنتمي إلى منظومة
تكنولوجيا التعليم
الكلية (المجال الأكبر), ولا يشير ذلك
إلى أن
المفهومين غير
مترابطين بل
هما مترابطان في إطار منظومي
كامل, وهذا ما يوضحه
الشكل التالي:
4-تكنولوجيا المعلومات: Information Technology
أ) تكنولوجيا المعلومات:
ترجع تكنولوجيا المعلومات في الأساس إلى
الثورة الصناعية الثانية التي اعتمدت على التكنولوجيا الكهرومغناطيسية Electromagnetic المرتبطة بالتصوير, والترانزيستور, والدوائر المتكاملة Integrated
Circuits, والرقائق الدقيقة Micro-chips التي تدخل في صناعة الحاسبات, والألياف الضوئية Fiber-Optics, والأقمار الصناعية Satellites
وقد شكلت هذه التكنولوجيات مجتمعة ما يطق عليه تكنولوجيا المعلومات, التي تتمثل في
عدة صناعات متقدمة منها:
صناعة
الحاسبات: أجهزة ، وبرمجيات.
صناعة
الاتصال: كابلات, وأقمار صناعية, وأجهزة وبروتوكولات, وبرامج انبثق منها البث
الإذاعي والتليفزيون... الخ.
صناعة
الطباعة والنشر الخاصة بالمطبوعات, والجرائد, والدوريات, والأقراص الضوئية المدمجة
CD-ROMs وارتبطت وتشابكت تكنولوجيا الحاسبات والاتصالات, مسهلة عملية نقل
كميات ضخمة من كل أنواع المعلومات, التي صارت متاحة لكل من المعلم والمتعلم في أي
مكان وفي أي وقت؛ مما بزغ عنه بيئة التعلم المرن Flexible
Learning."
وقدمت تكنولوجيا المعلومات الكثير إلى
البشرية, فلم يعد يوجد مكان بعيد أو منعزل على سطح الكرة الأرضية عن شبكات
المعلومات والاتصالات, فأصبح العالم أجمع قرية صغيرة أو كما يقال قرية إلكترونية.
وأصبح العصر الذي نعيشه يطلق عليه مسميات كثيرة: عصر المعلومات, عصر الانفجار
المعلوماتي, عصر المعلوماتية.... الخ.
وتوجد عدة أشكال لتكنولوجيا المعلومات
تتمثل في: الاتصال بالأقمار الصناعية, والإرسال الإذاعي والتلفزيوني الأرضي
والفضائي, وشبكات التليفون الرقمية, وأجهزة الكمبيوتر متعددة الوسائط, ومؤتمرات
الفيديو التفاعلية, والأقراص المدمجة, وشبكات الكمبيوتر المحلية والعالمية,
والواقع الافتراضي, والمؤتمرات الكمبيوترية... الخ.
وتعرف منظمة اليونسكو (1992) تكنولوجيا
المعلومات بأنها: (تطبيق التكنولوجيا الإلكترونية مثل الحواسيب والأقمار
الصناعية... الخ للمساعدة في إنتاج وتخزين واستعادة المعلومات الرقمية والتناظرية
وتوزيعها).
وتكنولوجيا المعلومات تعنى الحصول على المعلومات
بصورها المختلفة: النصية, والمصورة, والرقمية, ومعالجتها وتخزينها واستعادتها
وتوظيفها عند اتخاذ القرارات, وتوزيعها بواسطة أجهزة تعمل إلكترونيا.
وشهد القرن الحادي والعشرين مرحلة جديدة
من التغيرات في كثير من ميادين الحياة, ومن أبرزها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
التي تولد عنها ما يطلق عليه الموجه الثالثة والتي أدت إلى تغييرات جذرية في
المعلومات والحاسبات والذكاء الاصطناعي.
ب): تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا
التعليم: الحدود والتداخلات:
1.يعتبر مجال
تكنولوجيا المعلومات أشمل وأعمل من
مجال تكنولوجيا التعليم ويعتبر الأخير
جزءاً أو
مكوناً من
مكونات تكنولوجيا المعلومات كما يوضحه
الشكل التالي:
2.إن عملية الحصول على المعلومات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها ونشرها باستخدام الأجهزة الإلكترونية كالكمبيوتر وأجهزة الاتصالات من بعد, هي ما يطلق عليه تكنولوجيا المعلومات, وذلك يمثل جزءاً في المواقف التعليمية, وبالتالي يظهر التداخل بين كلا المفهومين: تكنولوجيا التعليم, وتكنولوجيا المعلومات:
فعند تطبيق تكنولوجيا المعلومات في المواقف التعليمية نجدها تعد جزءاً من تكنولوجيا التعليم القائمة على المدخل المنظومي, أما إذا استخدمت تكنولوجيا المعلومات في جوانب الحياة الأخرى, فهي تبتعد عن إطار تكنولوجيا التعليم. والشكل التالي يوضح علاقة تكنولوجيا المعلومات عندما تستخدم في العملية التعليمية:
3.إن النظرة إلى
تكنولوجيا التعليم
على أنها
استخدام الأجهزة
الحديثة داخل
الصف الدراسي
هي نظرة
محدودة وقاصرة,
لأن تكنولوجيا التعليم لا تقتصر
على استخدام
الأجهزة الحديثة
للحصول على
المعلومات وتخزينها واسترجاعها ونشرها – كما هو الحال
في تكنولوجيا المعلومات – ولكنها تمتد
إلى العملية
التعليمية بالكامل
من تصميم
وتنفيذ وتقويم
لها, وبالتالي فإن استخدام
الأجهزة ليس
إلا جزءاً
أو مكوناً
من مكونات
منظومة تكنولوجيا التعليم.